في عصرٍ تُعَدُّ فيه التنميةُ البشريةُ حجرَ الأساسِ لِبناءِ المُجتمعاتِ، تبرزُ الحاجةُ إلى مؤسساتٍ تُحوِّلُ الطاقاتِ الفرديةَ إلى مشاريعَ تنمويةٍ مُستدامةٍ. جمعية نِتاج للتمكين الاجتماعي ليست مجردَ كيانٍ خيريٍ تقليديٍ، بل هي منصةٌ استثنائيةٌ تُعيدُ تعريفَ العملِ الإنساني عبرَ تبني مفاهيمَ حديثةٍ كـالتمكين، الإبداع، والاستقلالية المادية، مُستندةً إلى رؤيةٍ تُواكبُ طموحاتِ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ في ظلِّ رؤيةِ 2030.
دور الجمعية: لماذا تُعَدُّ إضافةً نوعيةً؟
- احتضانُ الـمُبادراتِ والمواهبِ:
تُعتبر الجمعيةُ حاضنةً لأصحابِ الأفكارِ الخلاقةِ والفنونِ الإبداعيةِ، حيثُ توفرُ لهم الأدواتَ والمواردَ اللازمةَ لتحويلِ أحلامِهم إلى مشاريعَ مُربحةٍ تُسهمُ في تعزيزِ استقلاليتِهم الماديةِ. - بناءُ شراكاتٍ استراتيجيةٍ:
تعملُ الجمعيةُ على تعزيزِ التعاونِ معَ القطاعين العامِ والخاصِ، مما يُوسعُ دائرةَ تأثيرِها ويضمنُ استدامةَ برامجِها. - التركيزُ على التنميةِ المستدامةِ:
لا تكتفي الجمعيةُ بتقديمِ الدعمِ المالي، بل تُصممُ برامجَ تدريبيةً وتأهيليةً تُعززُ مهاراتِ المستفيدينَ في مجالاتِ الإدارةِ، التسويقِ، والتقنيةِ.
أهمية الجمعية في المُجتمع السعودي:
- تمكينُ الفردِ: أساسُ تمكينِ المجتمعِ
تؤمنُ الجمعيةُ بأنَّ تمكينَ الأفرادِ —خاصةً الشبابَ والنساءَ— هو الطريقُ الأمثلُ لِخلقِ مجتمعٍ منتجٍ. فمن خلالِ دعمِ المواهبِ المحليةِ، تُسهمُ في تقليلِ البطالةِ، وتعزيزِ الثقافةِ الرياديةِ، وبناءِ اقتصادٍ معرفيٍ يُقللُ الاعتمادَ على النفطِ. - حمايةُ الهويةِ الثقافيةِ عبرَ الفنونِ:
تُولي الجمعيةُ اهتماماً خاصاً للفنونِ الجميلةِ كـالرسم، الموسيقى، والحرفِ اليدويةِ، ليس فقط كوسيلةٍ للإبداعِ، بل كجسرٍ لحفظِ التراثِ السعوديِ وتعريفِ العالمِ بهِ. - تعزيزُ قيمِ العطاءِ والتكافلِ:
عبرَ مشاريعِها، تُعيدُ الجمعيةُ تعريفَ العملِ الخيري من “العطاءِ الفردي” إلى “الاستثمارِ الاجتماعي”، حيثُ يصبحُ كلُّ دعمٍ مُقدَّمٍ بذرةً لمشروعٍ يُغيِّرُ حياةَ أُسرةٍ بأكملِها.
الجمعية ورؤية السعودية 2030: شراكةٌ نحوَ المستقبلِ
تتواءمُ أهدافُ جمعيةِ نِتاجَ معَ رؤيةِ المملكةِ 2030 في عدةِ محاورٍ:
- تمكينُ الشبابِ: عبرَ برامجَ تُحفزُهم على قيادةِ المشاريعِ الرياديةِ.
- دعمُ الثقافةِ والفنونِ: كأحدِ أهدافِ الرؤيةِ لِتعزيزِ الهويةِ الوطنيةِ.
- الشراكاتُ معَ القطاعِ الخاصِ: لِخلقِ نموذجٍ تمويليٍ مُستدامٍ.
كما تُجسدُ الجمعيةُ مقولةَ سموِّ وليِّ العهدِ الأميرِ محمد بن سلمان:
“أكبرُ ثرواتِ المملكةِ هي إنسانُها، وسنعملُ على أن يكونَ المواطنُ السعوديُ هو المحورُ في كلِّ خططِنا.”
قصصُ نجاحٍ: أثرٌ ملموسٌ على الأرضِ
- مشروعُ “فنانُ الغدِ”: دعمُ 50 فناناً شاباً عبرَ توفيرِ استوديوهاتٍ مجانيةٍ وعرضِ أعمالِهم في معارضَ دوليةٍ.
- مبادرةُ “صُنعُ في نِتاج”: تحويلُ أفكارِ 30 مُبتكراً سعودياً إلى منتجاتٍ تُباعُ في منصاتٍ إلكترونيةٍ.
- برنامجُ “قادةُ التمكينِ”: تأهيلُ 100 شابٍ وشابةٍ لِقيادةِ مشاريعَ تنمويةٍ في مناطقِهم.
التحدياتُ والحلولُ:
واجهتِ الجمعيةُ تحدياتٍ كـضعفِ الوعيِ بأهميةِ التمكينِ غيرِ المادي، وصعوبةِ الوصولِ إلى المواهبِ في المناطقِ النائيةِ. لكنها تجاوزتْها عبرَ:
- حملاتِ توعيةٍ إلكترونيةٍ تستهدفُ الشبابَ.
- التعاونِ معَ المدارسِ والجامعاتِ لِاكتشافِ الموهوبينَ.
- استخدامِ منصاتِ التدريبِ عن بُعدٍ.
الخاتمة: نحوَ مستقبلٍ يُزهرُ بالإمكاناتِ
جمعيةُ نِتاجَ ليستْ منظمةً خيريةً عابرةً، بل هي حركةٌ تنمويةٌ تُعيدُ تعريفَ دورِ الفردِ في المجتمعِ. فبينما تُحاربُ الفقرَ عبرَ التمكينِ، تُرسخُ قيماً جديدةً كـالإبداعِ، الاستقلاليةِ، والثقةِ بالنفسِ، مما يجعلُها ركيزةً من ركائزِ تحقيقِ رؤيةِ 2030. وكما قالَ وليُّ العهدِ: “التغييرُ ليسَ خياراً، بل ضرورةٌ لِمواكبةِ عصرٍ لا يرحمُ المتوقفينَ.”